تذبذب الأسواق العالمية وسط مخاوف كورونا وتفاؤل اللقاح وتحفيز اقتصادي متباين.

المؤلف: «الاقتصادية» من الرياض08.11.2025
تذبذب الأسواق العالمية وسط مخاوف كورونا وتفاؤل اللقاح وتحفيز اقتصادي متباين.

أفاد محللون ماليون بأن فرض السلطات في الولايات المتحدة وأوروبا لإجراءات احترازية جديدة، بهدف الحدّ من تفشي موجة إصابات جديدة بفيروس كورونا، قد أدى إلى عمليات جني أرباح واسعة النطاق، وذلك بعد الارتفاع الكبير الذي شهدته أسواق الأسهم العالمية منذ المستويات المتدنية التي بلغتها في شهر آذار (مارس) الماضي.

شهدت مؤشرات الأسهم الرئيسية في "وول ستريت" انخفاضاً طفيفاً في بداية التعاملات أمس، نتيجة لتزايد المخاوف بشأن احتمال تراجع التحفيزات الاقتصادية وتفاقم الأضرار الاقتصادية الناجمة عن الارتفاع المتزايد في حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد.

ووفقاً لـ "رويترز"، انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 45.66 نقطة، أي ما يعادل نسبة 0.15 في المائة، ليصل إلى مستوى 29437.57 نقطة. كما افتتح مؤشر ستاندرد آند بورز 500 على تراجع بواقع 2.56 نقطة، أو بنسبة 0.07 في المائة، مسجلاً 3579.31 نقطة. وهبط مؤشر ناسداك المجمع بمقدار 12.02 نقطة، أي بنسبة 0.1 في المائة، ليصل إلى 11892.7 نقطة.

في المقابل، أغلقت الأسهم الأوروبية تعاملات أمس على ارتفاع ملحوظ، حيث سجل مؤشر ستوكس 600 القياسي الأسبوع الثالث على التوالي من المكاسب. وقد ساهم الارتفاع القوي في أسهم الشركات المرتبطة بالسلع الأساسية في التغلب على المخاوف المتزايدة بشأن ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا، فضلاً عن حالة الجمود التي تعيق إقرار حزمة التحفيز الأمريكية الجديدة.

ارتفع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 0.5 في المائة. كما ارتفعت أسهم شركات التعدين الكبرى مثل "ريو تينتو" و"جلينكور" و"بي إتش بي" بنسب تتراوح بين 1.2 في المائة و2.4 في المائة، مدفوعة بارتفاع أسعار المعادن الثمينة، وذلك بفضل استمرار قوة الطلب في الصين، التي تعتبر أكبر مستهلك للمعادن في العالم، بالإضافة إلى المخاوف بشأن اضطرابات محتملة في الإمدادات.

وشهدت أسهم قطاع النفط والغاز أيضاً قفزة ملحوظة بنسبة 1.5 في المائة، وذلك بعد أن تلقت أسعار الخام دعماً قوياً من النتائج الإيجابية التي حققتها التجارب على لقاح كوفيد - 19.

وأشار جوشوا ماهوني، كبير محللي الأسواق في آي جي، إلى أن "الأسواق الأوروبية تشهد عودة تدريجية إلى الصعود، حيث تتلاقى الآمال المتعلقة باللقاح المرتقب مع المخاوف بشأن التحفيز الأمريكي وتدابير الإغلاق المحتملة".

لا تزال المعنويات العالمية تتسم بالضعف، وذلك عقب تصريح وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين، الذي أعلن فيه أن برامج الإقراض الهامة المرتبطة بالجائحة في مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) ستنتهي في 31 كانون الأول (ديسمبر)، مما أدى إلى خلاف بين إدارة ترمب المنتهية ولايتها والبنك المركزي.

ارتفع مؤشر فاينانشيال تايمز 100 البريطاني بنسبة طفيفة بلغت 0.3 في المائة، وذلك بفضل تعافي مبيعات التجزئة في تشرين الأول (أكتوبر)، بالإضافة إلى تصريح وزير الصحة البريطاني الذي أشار إلى وجود مؤشرات مشجعة تدل على أن وتيرة حالات الإصابة بالفيروس بدأت في الاستقرار.

وفي طوكيو، انخفضت الأسهم اليابانية أمس للجلسة الثالثة على التوالي، وذلك بسبب الارتفاع المقلق في الإصابات الجديدة بفيروس كورونا داخل البلاد إلى مستويات غير مسبوقة، مما أثار مخاوف من أن السلطات ستفرض قيوداً جديدة على الأنشطة التجارية.

تراجع مؤشر نيكاي بنسبة 0.42 في المائة، ليغلق عند مستوى 25527.37 نقطة. بينما تمكن مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً من محو خسائره التي تكبدها خلال الجلسة، ليغلق مرتفعاً بنسبة طفيفة بلغت 0.06 في المائة، مسجلاً 1727.39 نقطة.

على الرغم من ذلك، ارتفع مؤشر نيكاي بنسبة 0.6 في المائة خلال الأسبوع، وذلك بعد أن بلغ أعلى مستوى له في 29 عاماً يوم الثلاثاء الماضي، حيث أدى التقدم المحرز في تطوير لقاح لفيروس كورونا إلى دفع الأسهم نحو الصعود.

لكن هذا التفاؤل سرعان ما تبدد، حيث تشير الزيادة الحادة في الإصابات بالفيروس إلى أن الاقتصاد الياباني قد يعاني من الضعف قبل أن يصبح اللقاح متاحاً على نطاق واسع.

كان سهم "دايكن إندستريز" من بين الأسهم الأقل أداءً على مؤشر توبكس 30، حيث انخفض بنسبة 2.64 في المائة، وتلاه سهم "طوكيو مارين هولدينجز" الذي خسر 2.52 في المائة.

تلقت شركة صناعة مكيفات الهواء "دايكن" ضربة قوية بعد أن ذكرت صحيفة "نيكاي" أن شركة "تسلا" لصناعة السيارات الكهربائية تدرس إمكانية تصنيع مكيفات هواء للمنازل.

في المقابل، كان سهم مجموعة سوفت بنك من بين الأسهم التي ارتفعت بأكبر قدر بين 30 سهماً أساسياً على مؤشر توبكس، حيث صعد بنسبة 2.62 في المائة، وتلاه سهم "موراتا" للتصنيع الذي زاد بنسبة 1.48 في المائة.

وشهد سهم "هيتاتشي ميتلز" قفزة كبيرة بنسبة 9.88 في المائة، وذلك بعد أن أوردت "نيكاي" تقريراً يفيد بأن شركتها الأم "هيتاتشي" بدأت في قبول عروض لشراء شركة المعادن. وتقدمت مائة سهم على مؤشر نيكاي مقابل تراجع 119 سهماً.

وفي الصين، ارتفع مؤشر شنغهاي المركب في نهاية تعاملات أمس، مسجلاً مكاسب أسبوعية مدعومة بأسهم قطاع الشركات المصنعة للآلات، وسط آمال بتحقيق المزيد من التعافي الاقتصادي.

وقفز سهم شركة الشحن "كوسكو" بنحو 10 في المائة، وهو الحد الأقصى للصعود اليومي، ليصبح السهم الأكثر ارتفاعاً في المؤشر الفرعي الصناعي.

أشار المحللون في "مورجان ستانلي" في مذكرة نقلتها وكالة "رويترز" إلى أن "انتعاش الأرباح والاتجاه الصعودي لا يزالان قائمين على الرغم من حالات التخلف عن سداد الديون وحالة عدم اليقين الجيوسياسي".

وفي نهاية الجلسة، ارتفع مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 0.4 في المائة، مسجلاً 3378 نقطة، ومحققاً مكاسب أسبوعية بنحو 2 في المائة. كما صعد مؤشر شنتشن المركب بنحو 0.6 في المائة، ليصل إلى 2290 نقطة.

عربياً، تراجع المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية بنسبة 1.08 في المائة، ليغلق عند مستوى 10899 نقطة بنهاية جلسات الأسبوع. في المقابل، ارتفع مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة "إيجى إكس 70 متساوي الأوزان" بنسبة 0.9 في المائة، ليغلق عند مستوى 2010 نقاط. وسجل مؤشر "إيجى إكس 100 متساوي الأوزان" ارتفاعاً بنحو 0.88 في المائة، مغلقاً عند مستوى 2938 نقطة. كما سجل مؤشر "إيجى إكس 30 محدد الأوزان" ارتفاعاً طفيفاً بنحو 0.04 في المائة، مغلقاً عند مستوى 12955 نقطة.

سجل المستثمرون الأجانب صافي بيع في البورصة المصرية بقيمة 383.7 مليون جنيه خلال الأسبوع المنتهي، وذلك بعد استبعاد الصفقات. في المقابل، سجل العرب صافي شراء بقيمة 2.5 مليون جنيه. وسجلت تعاملات المصريين نسبة 83.4 في المائة من إجمالي التعاملات على الأسهم المقيدة، بينما استحوذ الأجانب على نسبة 10.6 في المائة، والعرب على 6 في المائة، وذلك بعد استبعاد الصفقات.

ومثلت تعاملات المصريين 76.1 في المائة من قيمة التداول للأسهم المقيدة منذ بداية العام بعد استبعاد الصفقات، بينما سجل الأجانب 17.4 في المائة، وسجل العرب 6.6 في المائة. وسجل الأجانب صافي بيع بنحو 14 مليار جنيه، وسجل العرب صافي بيع بنحو 1.04 مليار جنيه، وذلك على الأسهم المقيدة بعد استبعاد الصفقات منذ بداية العام.

إلى ذلك، ارتفع الرقم القياسي العام لأسعار الأسهم المدرجة في البورصة الأردنية بنحو 0.45 في المائة، لينهي تداولات الأسبوع عند مستوى 1555.5 نقطة.

بلغ المعدل اليومي لحجم التداول في بورصة عمّان خلال الأسبوع الماضي نحو 3.8 مليون دينار أردني، مقارنة بـ 2.9 مليون دينار أردني في الأسبوع السابق، وبنسبة ارتفاع بلغت 30.5 في المائة. فيما بلغ حجم التداول الإجمالي الأسبوعي نحو 18.9 مليون دينار أردني، مقارنة بـ 5.8 مليون دينار للأسبوع السابق.

وبلغ عدد الأسهم المتداولة التي سجلتها البورصة خلال الأسبوع 28.4 مليون سهم، نفذت من خلال 8878 صفقة.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة